الأدب و الأدباءالثقافةالصحة النفسيةالمرأةاهم المقالاتحصرى لــ"العالم الحر"

حوار الكاتبة والروائية والسينارست ريم أبو عيد لجريدة العالم الحر والكاتب الصحفى أحمد فتحى رزق

حوارنا اليوم مع إحدى الكاتبات التى أحدثت ضجة كبيرة فى الأوساط الفنية والأدبية

احجز مساحتك الاعلانية

حوارنا اليوم مع إحدى الكاتبات  التى أحدثت ضجة كبيرة فى الأوساط الفنية والأدبية منذ صدور أعمالها الاولي حتى وصلت لساحات القضاء بسرقة إحدى الأعمال وتحويلها الى عمل تليفزيونى تحت اسم ( اختفاء )

وتتحدث الرواية عن فكرة تناسخ الأرواح  وللكاتبة أعمالا كثيرة منها :

دواويين

ذات حلم , امرأة فوق العادة , حالة هذيان , كونشيرتو الحب والمطر .

كتب

على اسم مصر , عاهات فيسبوكية .

روايات

على هامش العاصفة , متروبول , سان استيفانو .

سيناريوهات

متروبول ، في بيتنا كلب , ليو وللكاتبة مقال اسبوعى بالأهرام المسائى من بداية عام 2016 وحتى نهاية عام 2017 فى الاثنين من كل اسبوع .

عضو اتحاد الكتاب .

س 1:  تواجه بعض الكاتبات نقدا عنيفا ولوم شديد من بعض الشخصيات بالوسط الفنى والثقافى لحصولهن على المجاملات من النقاد وبعض الصحف , فما رأيك فى تلك المزاعم ؟

ج 1: بالفعل هناك مجاملات في الوسط الأدبي والثقافي ولكن ليس للكاتبات فقط للكتاب الذكور أيضا، بالرغم من أنني أتحفظ على تصنيف الأدب لرجالي ونسائي فالأدب أدب في العموم ليس هناك فرق بين رواية تكتبها امرأة وأخرى يكتبها رجل والمعيار الوحيد للحكم عليها هو جودته، وبالطبع أصبحنا نفقتر إلى وجود معايير سليمة في الحكم على الأعمال الأدبية في ظل زخم المجاملات للكاتب أوالكاتبة على حد السواء.. ولا أجد مبررا للهجوم الشخصي على الكاتبة التي تحظى بأي مجاملة فالعيب ليس عليها ولكن على من جاملوها على حساب الأدب والثقافة.. والهجوم من داخل الوسط على كاتبة أو كاتب آخر يحدث أحيانا بسبب الغيرة لا المجاملات.. فللأسف ليست كل النفوس سوية وليس كل من ينتسب للوسط الأدبي والثقافي يتسم بالرقي الكافي الذي يجعله يمتدح مجهود غيره إن كان يستحق ذلك.. فالبعض يكرس وقته للتقليل من شأن أي قلم عداه بدلا من أن يبذل جهده للنجاح مثل ذلك الذي يهاجمه..

في العموم أرفض المجاملات تماما والتمجيد في عمل لايستحق كما أرفض بالمثل الانتقاص من أي عمل جيد بسبب أهواء شخصية لمن يهاجمه

الحيادية والموضوعية عاملان مهمان في تقييم أي عمل أدبي خاصة من المشتغلين في المجال كالنقاد..

س 2:  هل تحدثينا عن تجربتك ومشوارك الابداعى وسط هذا الخضم الهائل من الحراك الثقافى والمنافسة الشديدة وخصوصا من المبدعات ؟

ج2 : تجربتي أعتقد أنها قديمة جدا بدأت منذ صغري.. بدأت بحلم.. حلم ظل يراودني طيلة سنوات عمري، حلم شكله في وجداني صوت أبي رحمه الله حين كان يروي لي كل ليلة في طفولتي قبل النوم حكاية من حكايات كليلة ودمنة، كنت أشرد مع صوته ومع تفاصيل الحكاية حتى أنني أخالها تتجسد أمام عيني المغمضة بالفعل، أحببت ذلك الخيال الذي كان يحملني لعالم آخر، وصاحبني في مراحل عمري التالية، فبدأت أهتم بقراءة القصص المناسبة لسني آنذاك، وبعدما تخطيت مرحلة الطفولة بدأت أقرأ بعض الكتب الموجودة في مكتبة منزلنا، وبدأت اهتم بقراءة الشعر والأدب، وبدأت محاولاتي للكتابة وأنا في المرحلة الإعدادية، فكنت أبرع في كتابة موضوعات التعبير وأحصل على درجات عالية بها حتى أنهيت المرحلة الثانوية وأنا متفوقة في مادة التعبير، وكبر الحلم بداخلي عندما بدأت أقرأ لعمالقة الأدب العربي توفيق الحكيم، يوسف السباعي، نجيب محفوظ، إحسان عبدالقدوس، نزارقباني، إيليا أبو ماضي، جبران خليل جبران، محمود درويش، حافظ إبراهيم، يوسف إدريس، وغيرهم ممن أثروا تراثنا الثقافي بأعمالها، تمنيت أن أصبح في يوم ما مثلهم لي أعمال أدبية مطبوعة تباع في المكتبات ويقرأها الناس، وبالفعل اتخذت أول خطوة في تحقيق ذلك الحلم القديم في العام 2003 تقريبا وكانت البداية بديوان نثر بعنوان “ذات حلم” وربما تعمدت أن اختار له ذلك العنوان تعبيرا عن تحقيق حلمي القديم، وتوالت بعد ذلك المحاولات والأعمال المطبوعة والتي تفضلت بذكرها في مقدمة الحوار. هذا عن تجربتي الشخصية في الكتابة والإبداع منذ بدايتها وحتى الآن.

أما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، فأنا لا أشعر أني في منافسة مع أحد من الأساس، وأعتقد أن الكاتب عموما لا يجب عليه أن يعتبر نفسه في منافسة مع غيره من الكتاب، فكل كاتب له بصمته الخاصة وأسلوبه الذي يميزه عن غيره، والتنوع بين الكتاب هو ما يثري الثقافة بوجه عام، الكتابة ليست حكرا على أحد، والإبداع هبة من الله إما أن تكون موهوبا بالفعل فتحتل مكانتك لدى جمهور القراء، او لا تكون وفي هذه الحالة مهما نافست ومهما حاولت التقليل من إبداع غيرك لن تصل إلى شيء في النهاية لأنك لا تمتلك أصلا الموهبة.

لا أدري إن كان ما سأقوله الآن يحسب لي أم علي ولكنها الحقيقة دون تجميل، حين أكون قارئة لا أجد حرجا في أن أشيد بأي عمل أدبي متميز وامتدحه وامتدح كاتبه حتى وإن لم أكن على معرفة شخصية به كما لا أجد غضاضة أيضا في أن أبدي رأيي بكل صراحة في أي عمل لا يرتقي إلى مستوى العمل الأدبي من وجهة نظري كقارئة.

أما ككاتبة فحين أكتب لا أضع نفسي في مقارنة مع أي كاتب آخر ولا أضع في حسباني أي اعتبارات تنافسية بيني وبينهم، فكل ما يهمني هو أن أكون أنا ببصمتي وأسلوبي وأفكاري، وأن أبذل قصارى جهدي لأن يخرج ما أكتبه للنور على الوجه الذي أرجوه، لذا لم أعتبر نفسي أبدا في سباق مع أحد في مجال الكتابة ولا يشغلني من الأساس أمر المنافسة مع غيري من الكتاب.

س 3: الى اى مدى تكون الأديبة مرآة المجتمع ولسان حالة الذى يوثق الارهاصات و التفاعلات الاجتماعية بشكل أدبي ؟

ج 3: الفنان عموما مرآة للمجتمع وليس في مجال الآدب فقط وليست تاء التأنيث فقط أيضا ولكن شريطة ألا تكون المرآة في حد ذاتها صدئة فتزيد الصورة تشويها وقتامة.. الفن بوجه عام والأدب كذلك رسالة سامية يجب أن ترتقي بالمجتمع وأفراده، وترقي بالذوق العام وتنشر الجماليات والقيم، بمعنى آخر الأدب لابد أن يكون معول بناء لا هدم وإلا أصبح شيئا آخر ليس له علاقة بالأدب والإبداع.. والإبداع يختلف عن التوثيق بالمناسبة.. الإبداع نوع من الخلق ربما تخلق فكرة لم يسبقك إليها أحد أوتتناول فكرة متداولة بأسلوب مختلف وهو ما يختلف كلية عن التوثيق الذي يعد نقلا للواقع وإثباته.. وهو ما يتنافى في اعتقادي مع الإبداع أو يناقضه على أقل تقدير.. في كتاباتي الإبداعية أنا لا أوثق واقعا ولا أنقله إلى الورق فالواقع موجود حولنا جميعا بإمكاننا مشاهدته ومعايشته وليس للقارىء حاجة لأنه أنقله له على بضع صفحات ليعيد قراءته بكلمات جوفاء بعد أن عايشه وشاهده بعينه.. أنا أكتب رواياتي من وحي أفكاري وخيالي وأحاول أن أحلق بالقارىء في فضاءات شاسعة من عوالم شتى مختلفة عما يدور حوله في واقعه اليومي.. والكتاب التوثيقي الذي أعددته وأقصد لفظة أعددته لا ألفته حتى أكون دقيقة التعبير.. كان كتاب على اسم مصر وهو بانوراما مصورة لمصر في الفترة ما قبل 1952، حاولت من خلال صفحاته توثيق لحقبة تاريخية بالصور وبالمعلومات التي استقيتها من حوالي 190 مرجع، والكتاب كان من إصدار الهيئة العامة لقصور الثقافة واختارته من ضمن أفضل عشر كتب شاركت بهم الهيئة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في العام 2014 وحقق مبيعات هائلة حتى أن نسخه جميعا قد نفذت آنذاك وتم تصنيفه أيضا من أكثر الكتب مبيعا للهيئة في قائمة العشر الكتب التي حققت مبيعات كبيرة في المعرض. في رأيي أن كل لون من ألوان الكتابة يختلف عن الآخر وتختلف عناصره كذلك، فكتابة الرواية تختلف عن الكتاب التوثيقي، وأيضا المقال الصحفي يختلف بالطبع في أسلوب كتابته والموضوعات التي يتناولها، وأعد نفسي من المحظوظين الذين جمعوا بين القدرة على تنوع كتاباتهم، فكتبت قصيدة الشعر والنثر والمقال والكتابة التوثيقية والساخرة أيضا والرواية والقصة القصيرة والسيناريوهات سواء الأفلام الروائية أو القصيرة أو المسلسلات، ولكل بالطبع عناصر وأسلوب وطريقة مختلفة في الكتابة.

س 4 :  هل تكون الآنثى ترمومتر ذات مصداقية وضمانة  لقياس مدى تأثير القضايا الكبرى والمصيرية فى المجتمع على صعيد السياسة والأدب والفن وغيرها من العلاقات ذات التأثير بالمستقبل ؟

ج 4 : المسألة ليست أنثى أو ذكر، الأمر وما فيه أن هناك إنسانا لديه إحساس حقيقي بما يدور حوله من أحداث وآخر لا يتفاعل مع أي حدث طالما لا يخصه شخصيا.. التفاعل مع قضايا المجتمع ليس مرتبطا بنوع المتفاعل أو جنسه ولكن بمدى وعيه وارتباطه بمجتمعه.. أما فيما يتعلق (بالترمومتر) فلا آظن أيا منا ترمومترا للأحداث بأي حال من الأحوال، فالأحداث المحلية والعالمية على حد السواء أصبحت رهينة معطيات أكبرمن أن نتمكن من توقعها بدقة، فالعالم كل يوم بشأن مختلف والأمور أصبحت تجري بطريقة غير متوقعة بالمرة.. أرى أن يعمل كل منا في مجاله فقط بجد واجتهاد حتى يشارك في صنع مستقبل أفضل، أما إدعاء أي شخص أنه يفهم في كل الأمور حتى وإن كانت في غير تخصصه فهذا هو الجهل بعينه.. المصداقية ليست فيما تتوقعه للمستقبل فالمستقبل لا يمكن لأي شخص أن يدعي مصداقية توقعه، ولكن المصداقية فيما تعمله وتقوله، المصداقية في أن تكون نفسك، أن تكون متسقا مع ذاتك ومتصالحا معها، ان يطابق فعلك قولك في جميع الأمور سواء كنت رجلا أم امرأة ففي الحالتين عليك أن تكون إنسانا أولا بالمعنى الشامل للإنسانية لتكون صادقا أولا مع نفسك ومن ثم تكتست مصداقية لدى الآخرين.

س 5 : هل تتطابق شخصية ريم أبو عيد الانسانة مع الكاتبة والأديبة وهل تكتبين بعضا من حياتك خلال الابداعات ؟

ج 5 : بالتأكيد نعم.. أنا في الحالتين ريم أبوعيد.. لا أدعي أي شخصية غير شخصيتي الحقيقية ولا أفتعل ولا أتصنع أي شيء في حياتي في العموم، أنا شخصية بسيطة جدا بالمناسبة في تعاملي مع الدنيا والموجودات بها، متفاءلة إلى حد كبير، محبة للحياة، أبحث عن الجمال في كل شيء من حولي، متصالحة جدا والحمدلله مع نفسي، بالطبع حين أكتب لا أكتبني أنا كشخص ريم أبو عيد فأنا أخلق شخصيات وأحداث ليس لي علاقة بها وليس لها علاقة بحياتي الشخصية ولكن بالتأكيد في كل ما أكتبه جزء مني ولا أعني من شخصي وإنما من روحي، فأنا حين أكتب أنصهر تماما في بوتقة ما أكتبه وتتلبسني جميع شخصيات رواياتي بلا استثناء، بمعنى أني أنفصل عن العالم المحيط بي ذهنيا على الأقل حتى أنتهي من الكتابة، ولكن لا يعني هذا أني أصبح شخصا آخر سواي، هي حالة اندماج مؤقتة مع العمل الذي أكتبه وشخصياته وأحداثه، أعايشها وأعيشها وكأني في رحلة استجمام لبعض الوقت عبر الزمان والمكان.

س 6 : ما سر عشقك لمدينة الأسكندرية الذى ظهر فى رواية سان استفانو رغم أنك ولدت خارجها ولا تربطك علاقات اسرية كما نظن  , هل هناك سر , قصة حب حقيقية مثلا ؟

ج 6 : حقا وصدقا لا أدري ما هو السر، مبدئيا لا ليس هناك أي قصة حب في الإسكندرية إن كنت تعني علاقة عاطفية ولكن الإسكندرية كمدينة هي قصة حبي وعشقي الكبيرة، وربما لأنني لا أعرف إجابة السؤال على وجه اليقين فهو لا يزال سرا.. ولكني دائما ما أشعر أني أنتمي إليها بشكل أو بآخر.. ربما عشت فيها في زمن سابق أو حياة أخرى لا أدري.. كل ما أعرفه هو شعوري الغريب وغير المفهوم بأني جزء منها.. فكلما زرتها انتابني حنين دفين إليها وأحسست أنها تروي لي حكايات شتى، تحدثني وكأن بيننا لغة خاصة بنا وحدنا.. أشعر بمن مروا على أرضها، بمن عاشوا فيها على مر العصور والأزمنة، بمن شغفتهم حبا وأشبعوها هياما، الإسكندرية ليست كأني مدينة أخرى في العالم، إنها كون وملكوت، إنها مدينة حية، تسكنها روح لا تزال تهيم في سمائها وتروي عنها قصصا وحكايات، وتصيب بسهام عشقها قلوب من أتوا إليها يبحثون عن ذلك السر الخبيء بين أمواج بحرها، ربما كانت روحي إحدى تلك الأرواح التي سكنتها في زمان ما، فأصبحت مكبلة بالحنين إليها دائما وأبدا، حقا لا أدري.

س 7 : هل يجب على الكاتبة توضيح حالتها الاجتماعية لجميع القراء والمحبين أن تعتبر ذلك من قبيل الخصوصية ولو فرضنا ذلك لماذا , إنهم يحبونك , ألا يستحقون ان يعرفوا عنك كما الحال فى عالم الفن ؟ وماذا عن هواياتكواهتماماتك المجتمعية؟

ج7 : لا يجب على الكاتب أو الكاتبة أي شيء على الإطلاق فيما يتعلق بأي جانب من جوانب حياته الشخصية فهو ليس ملزم أساسا بالحديث عن حياته الشخصية مع جمهور قرائه، بالطبع الحياة الشخصية من الأمور الخاصة، وأعني تفاصيل الحياة الشخصية، أما عن الحالة الاجتماعية فهي مكتوبة على صفحتي الشخصية على فيسبوك متزوجة، وجميع الأصدقاء على الصفحة يعرفون ذلك ولدي ابن واحد وهو على وشك التخرج من كلية الهندسة بالجامعة الألمانية. أما حب القراء لكاتب او كاتبة ما لا يعني أبدا التدخل في تفاصيل حياته أو حياتها الشخصية أو التزام الكاتب أو الكاتبة بذلك، وحتى في عالم الفن أنا ضد أن تكون الحياة الشخصية للفنان مشاعا للجميع يخوضون فيها متى شاءوا وكيفما شاءوا.

هواياتي كثيرة إلى حد ما، منها القراءة بشغف والسينما، والفنون بشكل عام، وكذلك الأعمال الفنية اليدوية من آن لآخر امارس بعضا منها، أما عن اهتماماتي المجتمعية فهي عامة وشاملة ولكن وعلى رأسها مؤخرا الاهتمام بالحيوانات الأليفة، فتربيتي لكلب وقطتين بمنزلي علمني الكثير والكثير عن هذه المخلوقات الرائعة وأصبحت محبة جدا لها بوجه عام وجعلني على دراية بالتعامل معها بما في ذلك قطط وكلاب الشارع أيضا الذين أصبحت أحبهم وأطعمهم وأصادقهم.

س 8 : ننظم مع مجموعة من الخبراء آليات جديدة للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية , هل للكاتبة أى اقتراحات أو توصيات بخصوص الأمر ؟

ج :8  هناك بالفعل قانون حقوق الملكية الفكرية بالقانون المصري ولكنه لا يضمن عدم سرقة الفكرة أوالعمل الأدبي هو يكفل استرداد الحق متى ثبتت السرقة.. وهناك أيضا جهة لتسجيل حق الملكية الفكرية وهي تابعة لوزارة الثقافة ولكن حتى مع تسجيل الفكرة لا تضمن عدم سرقتها، كما حدث معي شخصيا.. سجلت حلقات سيناريو مسلسل متروبول بتلك الجهة وتم سرقتها وبيعها وانتاجها مسلسل تحت اسم اخر.. والحقيقة لا أعلم هل وجود مزيد من الجهات لتوثيق الفكرة أو العمل سيضمن عدم سرقته أم لا ولكن كل ما أنا متأكدة منه أن الضامن الوحيد هو تطهير المؤسسات من الفساد المستشري بها اولا بأول وهذا دور الجهات الرقابية، ولأني لم أطلع بعد على تصور مجموعة الخبراء التي ذكرتها في السؤال للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية فمن الصعب أن أضيف أي مقترحات بهذا الشأن الذي لا أعلم ما هيته.. ولكن أتمنى أن يكون مشروعا جادا يتمكن من وضع حد للسرقات الفكرية والأدبية التي انتشرت بشكل مؤسف ومخزي في الآونة الأخيرة وان يكون هناك ايضا مشروع بقانون لتوقيع عقوبات صارمة على لصوص الإبداع لا تقل عن العقوبات الجنائية لأن سرقة الإبداع لهي قتل معنوي للمبدع.

س 9 : هل أنت راضية عن مشوارك الابداعى حتى الان  وعن التجربة الإبداعية فى مصر وهل يحصل كل مبدع على حظة ونصيبة من التقدير ؟

ج 9 : سؤال صعب وإجابته أصعب.. أعتقد من الصعب على أي مبدع تقييم نفسه أو الوصول لحالة الرضا.. المبدع في أي مجال دائما في حالة قلق مستمر فيما يتعلق بإبداعه.. ودائما ما يسعى للكمال في أعماله بالرغم من علمه التام أنه لن يصل إليه.. وربما لو وصل إليه انتهى أمره، بمعنى لن يصبح لديه ما يقدمه.. أطمح للأفضل دائما وأبذل جهدا كبيرا من أجل ذلك.. وأترك التقييم في النهاية للقارىء ثم الناقد.. مشواري في الكتابة متنوع ما بين القصيدة والقصة القصيرة والرواية والمقال والتوثيق وكل مرحلة من المراحل كنت أمارس الكتابة بها عن ظهر حب وتمازج تام مع الحرف وهذه الحالة التي تنتابني وأنا أكتب عموما تمنحني الشعور بالرضا والسلام النفسي والسكينة، فالكتابة بالنسبة لي حياة وربما هواء أتنفسه أحيانا أيضا..

أما عن التجربة الإبداعية في مصر، فمصر كانت دائما واحدة من أهم المحطات الثقافية لكثير من المبدعين سواء المحليين أو العرب أو حتى بعض الغربيين، ولكن لا يستطيع أحد منا أن ينكر أن حال الثقافة في مصر فيما مضى كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن.. صحيح أن العناوين المطروح بالمكتبات أصبحت كثيرة جدا إلى الحد الذي لا تتمكن من تذكر أغلبها ولكن المحتوى للأسف في كثير منها ضحل وربما مكرر ومستهلك كذلك، ناهيك عن الأخطاء اللغوية وركاكة الأسلوب في كثير من الأعمال.. ربما كان هذا نتاج مبدأ (ادفع وانشر) الذي تنتهجه بعض دور النشر دون النظر إلى محتوى او جودة العمل.. فبإمكان أي شخص الآن أن يطبع كتابا طالما يدفع ثمن الطباعة والنشر للدار التي ستتولى الأمر، مما ساهم في تدهور الحراك الثقافي بوجه عام وما أدى إلى بعض المبدعين الحقيقيين لم يحصلوا على فرص مناسبة لعرض أعمالهم الإبداعية التي تستحق بالفعل وما ساهم في تهميش بعض الأقلام المتميزة بالفعل فلم تحصل على التقدير الكافي لها.. الحراك الثقافي بوجه عام يحتاج إلى إعادة تقييم في أوجه كثيرة حتى تعود مصر منارة للحركة الثقافية كما كانت.

وفى نهاية حوارنا الذى استمتعنا بة كثيرا نتوجة بالشكر للكاتبة والسينارست ريم أو عيد على تفضلها بالحديث للعالم الحر والى وعد بلقاء آخر .

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى